ما نصيحتكم لرجل لا يؤدي الزكاة ، لعل قلبه يلين فيرجع إلى الحق ؟
نصيحتي
لمن بخل بها أن يتقي الله وأن يتذكر أن الذي أعطاه إياها قد ابتلاه بها ،
الذي أعطاه المال قد ابتلاه به ، فإن شكر النعمة وأدى حقها أفلح وإن بخل
بالزكاة ولم يؤد حق هذه النعمة خسر وخاب وذاق عذاب وجزاء ذلك في قبره ويوم
القيامة نسأل الله العافية . فالمال
زائل وأمره خطير وعواقبه وخيمة لمن بخل ولم يؤد زكاته ، وسوف يدعه لمن
بعده ويكون عليه حسابه ووزره ، فالواجب على كل مسلم عنده مال أن يتقي الله
ويتذكر الموقف بين يدي الله ، وانه سبحانه يجازي كل عامل بعمله وأن هذا
المال بلية ، كما قال عز وجل : إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [1] ، وقال سبحانه : وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [2]
، فالمال ابتلاء وامتحان ، فإن شكرت الله وأديت حقه وصرفته في وجوهه
أفلحت كل الفلاح ، وصار نعمة في حقك ، ونعم الصاحب للمؤمن هذا المال ، يصل
به رحمه ، ويؤدي به الحقوق التي عليه ، ويساهم في المشاريع الخيرية ،
وينفع المستضعفين ويواسيهم ، فهو نعمة بحقه عظيمة ، وإذا بخل به فهو
بليَّة عليه عظيمة ، وعاقبته وخيمة فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين
العافية من كل سوء .