يلاحظ
المتابع للأحداث في المنطقة العربية تغير الإستراتجية الغربية تجاه القوى
الإسلامية بل بعث رسائل الطمأنينة من حضور هذه الجماعات في كرسى الحكم بعد
سنوات من المضايقات والعداء والصراع الدائم... هناك معطيات تفسر نسبيا تغير
الإستراتجية الغربية تجاه هذه التيارات المعروفه باعتدالها أجملها بالنقاط
التالية:
1ــ توسع الحركات الإسلامية في الشارع العربي وتنامي قوتها رغم كل محاولات احتوائها وعدم القدرة على الحد من فاعليتها.
2ــ تقدم الخطاب الإعلامي لهذه التيارات تجاه الغرب ووضع خطوط واضحة تبين
طبيعة التعامل المبنية على أساس المصالح المشتركة للشعوب بعد أن كان يرتكز
الخطاب سابقا على نقطة واحدة وهو العداء الإيدلوجي لكل ما هو غربي.
3ــ ظهور تيارات أكثر عداء للغرب وتتبنى خطاب عدواني ولم يستطيع الغرب الحد
من فاعلية هذا الخطاب ولعل الخطاب الإسلامي المعتدل يحد من فاعليته نوعا
ما بما يحفظ على المصالح المشتركة.
4ــ تنامي حدة الغضب في الشارع العربي من أنظمته الحاكمة التي كانت أدوات
في يد الغرب لتنفيذ أجندته وعدم وجود مشروع بديل جهاز لتقديمه لهذه الشعوب
كبديلا عن الأنظمة السابقة، وحضور التيارات الإسلامية بشكل قوي وفاعل يجعل
التعامل معها كأمر واقع أفضل من الإصتطدام بها.
هذه بعض الأسباب والمعطيات لكن بلاشك أنه هناك ما هو أعمق من هذه النقاط
ولعله يكون السبب الحقيقي والمهم من تغير الاستراتجية الغربية... ما هم
بحاجته الإسلامين اليوم هو مراكز دراسات تحاول البحث في عمق الإستراتجية
الغربية وانتزاع المعلومات من دوائر صنع القرار الغربي للتعامل على ضوء هذ
المعلومات وعدم المسارعة في الإنفتاح والإنغلاق من واقع رؤية إيدلوجية....
بل الواجب أن يكون التعامل وفقا لرؤية سياسية تحفظ حقوقنا وكرامتنا
وسيادتنا كشعوب عربية.